منظمة كرماء

فضل رعاية الأيتام في الإسلام: طريق إلى الجنة وبركة في الدنيا

شارك المقال:

رعاية الأيتام من أعظم القربات التي حث عليها الإسلام، وجعل لها أجرًا عظيمًا وفضلًا كبيرًا في الدنيا والآخرة. فاليتيم هو من فقد أحد والديه، وغالبًا ما يعاني من الفقد والحرمان، وجاءت الشريعة الإسلامية لتعزز من مكانته وتضمن له الحياة الكريمة. في هذه المقالة، نستعرض فضل رعاية الأيتام في الإسلام، ونسلط الضوء على الأحاديث النبوية التي تبين عظمة هذا العمل وأثره على الفرد والمجتمع.

 

من هو اليتيم في الإسلام؟

اليتيم في الاصطلاح الشرعي هو من فقد والده وهو دون سن البلوغ، وقد أولى الإسلام عناية خاصة بهذه الفئة، لما تعانيه من مشاعر الفقد والحاجة، فاعتبر رعايتهم مسؤولية مجتمعية وأخلاقية، وأوصى بها في نصوص كثيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية.

فضل كفالة اليتيم في القرآن الكريم

جاءت آيات كثيرة تدعو إلى الإحسان إلى اليتيم، وتحذر من ظلمه أو التعدي على حقوقه. يقول الله تعالى: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ” (سورة الضحى: 9)

كما قرن الله عبادة الإحسان إلى اليتيم بالعبادة والطاعة، فقال: “وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ…” (سورة البقرة: 215)

حديث عن كفالة اليتيم وفضلها

روى البخاري عن النبي ﷺ أنه قال:“أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا” وأشار بالسبابة والوسطى، وفرّج بينهما.

هذا الحديث الشريف يوضح عِظم الأجر الذي يناله كافل اليتيم؛ فهو ينال مرافقة النبي ﷺ في الجنة، وهو أعلى ما يتمناه المسلم.

كيف تكون كفالة اليتيم؟

تتنوع صور رعاية الأيتام في الإسلام، ومنها:

  • الرعاية المادية: عبر توفير الطعام، المأوى، والتعليم.

  • الرعاية النفسية والمعنوية: بالاهتمام بمشاعر اليتيم، وتعويضه عن الحنان المفقود.

  • الدعم الاجتماعي: عبر دمجه في المجتمع ومنحه الشعور بالانتماء.

 

فوائد كفالة اليتيم في الدنيا

بالإضافة إلى الأجر العظيم في الآخرة، فإن كفالة اليتيم لها ثمار دنيوية، منها:

  • البركة في الرزق: قال النبي ﷺ: هل تنصرون وترزقون بضعفائكم؟

  • لين القلب وزوال القسوة: قال ﷺ لمن شكا قسوة قلبه: “امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين.”

  • تحقيق التوازن المجتمعي: برعاية الأيتام يُبنى مجتمع متماسك ومترابط.

 

تحذير من أذية اليتيم

كما أن في الإحسان إلى اليتيم أجرًا عظيمًا، فإن في ظلمه أو التعدي على حقوقه وعيدًا شديدًا، قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا” (سورة النساء: 10)

إن فضل رعاية الأيتام في الإسلام عظيم لا يُقدَّر بثمن، وقد وعد الله كافل اليتيم بالأجر الكبير، ومرافقة النبي ﷺ في الجنة. فهي عبادة عظيمة ومجال مفتوح لكل من أراد الخير في الدنيا والآخرة. فليحرص المسلم على اغتنام هذه الفرصة، سواء بالكفالة المباشرة، أو بالمساهمة في الجمعيات الخيرية، أو بالدعم النفسي والاجتماعي.

Scroll to Top