في إطار حرصها على دعم الصحة النفسية للأرامل وأسرهن، نظمت منظمة كرماء زيارة ميدانية لـ 160 أرملة سورية إلى المركز العربي للدعم النفسي، ضمن أنشطة برنامج رعاية وتأهيل الأرامل والأيتام. هدفت الزيارة إلى تعزيز الوعي بأساليب التعامل مع الضغوط النفسية، ودعم بناء بيئة أسرية صحية وآمنة تُسهم في تنشئة الأطفال بشكل سليم.
أهمية الدعم النفسي للأرامل في مرحلة ما بعد الصدمة
الدعم النفسي للأرامل ليس رفاهية، بل هو حاجة ملحّة في سياق اللجوء والنزوح وفقدان المعيل. كثير من الأمهات يعشن صدمات متراكمة، ويواجهن تحديات في تربية الأطفال بمفردهن، ما يجعل التوعية النفسية أداة أساسية للاستقرار الأسري.
هدفت هذه الزيارة إلى:
-
رفع الوعي بأهمية الصحة النفسية لدى الأمهات.
-
تعزيز القدرة على التعرف على الأعراض النفسية المبكرة.
-
تقديم آليات مبسطة للتعامل مع الضغوط اليومية والتربية السليمة.
عندما تكون الأم متزنة نفسيًا، يكون الطفل أكثر استقرارًا، والعائلة أكثر قدرة على مواجهة الأزمات. وهذه هي رسالة كرماء: بناء أسر قوية رغم التحديات.
جولة تعريفية داخل المركز العربي للدعم النفسي
خلال الزيارة، قامت الأرامل بجولة ميدانية داخل أقسام المركز، تعرفن خلالها على آلية العمل داخل المرافق المختلفة، واستمعن لشرح مبسط من الفريق المختص حول:
-
أهمية النظافة والجودة في بيئة الدعم النفسي.
-
طريقة تنظيم الجلسات والبرامج العلاجية.
-
الجهد المبذول في تقديم خدمة إنسانية مهنية.
هذا الجزء العملي عزز فهم المشاركات لطبيعة العمل النفسي، وساهم في تقدير جهود الكوادر العاملة في هذا المجال، وأظهر لهن أن الرعاية النفسية ليست بعيدة المنال، بل هي حق لهن ولأسرهن.
جلسات توعوية لبناء أدوات التعامل النفسي
تخللت الزيارة جلسات قصيرة، ركزت على مواضيع شديدة الصلة بالحياة اليومية للأرامل، مثل:
-
كيفية التعامل مع القلق والتوتر.
-
طرق فهم سلوكيات الأطفال واستيعابها.
-
مهارات بناء بيئة أسرية داعمة نفسيًا.
هذه الجلسات تمثل محورًا رئيسيًا في برامج منظمة كرماء، التي تؤمن أن التعليم والدعم النفسي وجهان لعملة واحدة في تمكين الأرامل وتحقيق التوازن الأسري.
الكشف المبكر لحالات تحتاج متابعة خاصة
من نتائج هذه الزيارة المهمة، الكشف المبكر عن عدد من الحالات التي تحتاج إلى متابعة نفسية متخصصة، سواء للأمهات أو لأطفالهن. حيث تمكن الفريق المختص من:
-
رصد أعراض الاكتئاب والقلق.
-
التعرف على اضطرابات سلوكية لدى بعض الأطفال.
-
توجيه الأمهات نحو مراكز الدعم المتاحة.
هذا النوع من التدخل المبكر هو ما تسعى إليه منظمة كرماء ضمن رؤيتها لبناء بيئة آمنة وصحية للأرامل والأيتام، ليس فقط ماديًا أو تعليميًا، بل أيضًا نفسيًا واجتماعيًا.
منظمة كرماء: نحو تمكين الأرامل والأيتام نفسيًا واجتماعيًا
تسعى منظمة كرماء من خلال هذه المبادرات إلى تحقيق رؤية واضحة: مجتمع سوري قوي تتماسك فيه الأسر رغم الحرب والحرمان. لذلك، فإن برامجها لا تقتصر على تقديم المساعدات العاجلة، بل تمتد إلى:
-
دعم الأرامل نفسيًا وتمكينهن اجتماعيًا.
-
توفير الرعاية التعليمية والسلوكية للأيتام.
-
بناء بيئة حاضنة تتيح للأسرة استعادة توازنها.
هذا البرنامج ليس إلا جزءًا من سلسلة أنشطة متكاملة تؤمن بها كرماء وتنفذها بالتعاون مع شركاء متخصصين.
كن جزءًا من بناء التوازن والاستقرار الأسري
زيارة المركز العربي للدعم النفسي كانت تجربة ثرية وملهمة لـ 160 أرملة سورية، أعادت لهن الأمل، ومنحتهن أدوات لفهم أنفسهن وأطفالهن، ومهدت الطريق نحو بيئة أسرية أكثر استقرارًا.
بدعمكم، يمكننا في كرماء أن نوسّع هذه المبادرات لتشمل آلاف الأمهات والأطفال.
تبرع الآن لمنظمة كرماء وساهم في رعاية وتأهيل الأرامل والأيتام،
لأن تمكين الأسرة هو الخطوة الأولى لبناء المستقبل.




