نظّمت منظمة كرماء رحلة تعليمية مميزة إلى مدينة صيدا الأثرية في لبنان، استهدفت 75 طالبًا يتيمًا سوريًا ضمن برنامجها الإنساني لرعاية وتأهيل الأرامل والأيتام. هذه التجربة جمعت بين التعليم والتاريخ والمتعة، لتمنح الأطفال فرصة نادرة لاكتشاف التراث الثقافي والهوية في أجواء آمنة ومحفزة.
استكشاف صيدا: التاريخ الحي الذي يعلّم
الرحلة التعليمية إلى صيدا كانت أكثر من زيارة، بل نافذة حقيقية على تاريخ المنطقة وتراثها الغني. زار الطلاب أماكن أثرية مدهشة مثل قلعة البحر والمتحف الصابوني والأسواق القديمة، واستمعوا لشرح تفصيلي من مرشدين مختصين.
هذا التفاعل المباشر مع المعالم التاريخية ساعدهم على فهم أعمق لجذورهم الثقافية، وربط ما يتعلمونه في المدارس مع مشاهد حقيقية على أرض الواقع.
في منظمة كرماء، نؤمن بأن التعليم لا يقتصر على الكتب، بل يعيش في الشوارع القديمة والحجارة التي تحكي قصة الإنسان. لهذا نحرص على دمج الرحلات التعليمية في برامجنا، لأنها تمنح اليتيم شعورًا بالانتماء والفخر، وتُعيد له جزءًا من طفولته المسلوبة.
أكثر من مجرد رحلة: بناء الثقة والتواصل
ما يميز هذه الرحلة التعليمية في صيدا هو أبعادها النفسية والاجتماعية. فقد أتيحت للطلاب فرصة للتواصل مع بعضهم البعض، ومشاركة لحظات من الضحك والاكتشاف، بعيدًا عن أجواء النزوح والحرمان.
الأنشطة الجماعية التي نظمت خلال الرحلة ساعدت على تنمية روح الفريق، وتعزيز المهارات الاجتماعية، ومنحتهم شعورًا بالأمان والانتماء.
كل لحظة في هذه الرحلة كانت بمثابة خطوة نحو الشفاء النفسي، فالدعم العاطفي جزء أساسي من عمل منظمة كرماء، ونحن نؤمن أن تجربة كهذه قد تغيّر حياة طفل للأفضل.
لماذا هذا النوع من الرحلات مهم للأيتام؟
أهمية الرحلات الثقافية للأيتام السوريين تكمن في قدرتها على توسيع الآفاق وتعزيز حب المعرفة. فهي تحفز الفضول، وتفتح أبوابًا جديدة للطموح.
أحد الأطفال عبّر عن رغبته بأن يصبح مرشدًا سياحيًا في المستقبل، وآخر قال إن التاريخ لم يعد “مجرد مادة دراسية”، بل شيء يراه ويلمسه.
بدعمك لمنظمة كرماء، فأنت لا تموّل رحلة فقط، بل تزرع الأمل وتبني الطموح وتُطلق طاقات جديدة لأطفال يستحقون كل فرصة للنمو.
ضمن رؤية كرماء لتمكين الأيتام
تأتي هذه الرحلة كجزء من برنامج رعاية وتأهيل الأرامل والأيتام السوريين الذي تنفّذه كرماء في لبنان ودول الجوار. نحن نعمل منذ 2013 على تمكين هذه الفئات من خلال التعليم، والدعم النفسي، والتدريب المهني.
رحلة صيدا تجسد رؤية كرماء: تمكين الأيتام ليكونوا فاعلين في مجتمعهم، لا ضحايا لظروفهم.
ونحن مستمرون بإذن الله، لكننا نحتاج دعمكم لنوسع هذا الأثر ونصل لعدد أكبر من الأطفال.
كن شريكًا في صناعة الأمل
كل مساهمة تقدمها إلى منظمة كرماء تُحدث فرقًا حقيقيًا. بدعمك نستطيع تكرار هذه التجربة، وتنظيم المزيد من الرحلات التعليمية، وتوفير لحظات سعادة وتعليم للأطفال الذين فقدوا الكثير.
ساعدنا لنُعيد رسم ملامح مستقبلهم. تبرع الآن، وكن جزءًا من التغيير. لأنهم، وإن كانوا أيتامًا اليوم، يمكن أن يكونوا قادة وبناة الغد إذا حصلوا على الدعم الذي يستحقونه.
ادعم كرماء اليوم، وساهم في تمكين الأيتام ليصبحوا بناة المستقبل.




